معنى الزواج الجميل - كنز المعلومات

مدونة علمية متخصصة بشتي المجالات التقنية , السفر , السياحة , الرجل , المرأة , تنمية بشرية , الصحة , المطبخ , ديكور , موضة , دين

728x90

الأحد، 21 يناير 2018

معنى الزواج الجميل




هناك زوجات شتى يعتقدن أن الفوز بزوج فيه الكثير من المواصفات المحبوبة هو نهاية القصة معه و من ثم لا تلتفت لأي معنى آخر في علاقتها بهذا الزوج , خاصة إذا جمعتها مع هذا الزوج " تجربة الحب " قبل الزواج إما في إطار التعارف أو في إطار الخطوبة أو في إطار العقد الشرعي مع وقف التنفيذ . فالحق أقول لك أيتها الزوجة : بعد الزواج فقط تبدأ أولى فصول القصة الطويلة حتى و إن جمعتك بزوجك أحلى قصة حب قبل الزواج .. و التي تعتقد ان الامر توقف بالزواج و انه لا يجب عليها شئ تجاه الزوج الا البديهيات المعروفة : طبخ , غسيل , تنظيف , ترتيب , فراش .. انما رضيت لنفسها ان تكون خادما في بيت رجل لا أكثر , ذلك لأن للزواج معنى آخر و غاية أخرى و ما كل ما ذُكر إلا أعراضا تصاحب الزواج .. الرسول صلى الله عليه و سلم يقول لك شيئا آخر .. اسمعي : " و جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها , و التودد من الدين " , هذه هي مهمة الزوجة مع زوجها .. انه جهاد في ميزان الشريعة و حسنة كبيرة تفعلها الزوجة , و ما حسن التبعل و جمال التودد للزوج الا اشعار الزوج انه زوج بكل ما تضمر هذه الكلمة من جمال و عمق , و حب و حنان , و تضحية و عطاء .. انه جهاد لان المرأة و هي تتفاعل مع زوجها و تتودد إليه بمختلف مسالك التودد انما ترنو بمشاعرها الى الله , الى رضاه , الى الجنة .. انه جهاد لان المرأة تعتبر في حكم الحقيقة قوة الرجل من ضعفه و ثباته من عجزه و شعوره من قلبه و تأخذ بيده لترتقي به نحو عوالم أخرى كلها : حب و حنان و أمن و سلام و سكينة و جمال .. انه جهاد لان المرأة تقف ـ لا أقول كما يقولون خلف زوجها بل ـ مع زوجها و هو يواجه ملابسات الحياة و ضغوط الواقع فتكون له ظلالا وارفة من لهيب المشاكل و العراقيل في واقع معقد مرهق , و تكون له سكينة هادئة من قلق صاخب و اضطراب مزعج , و تكون له لذة ماتعة من لهيب مضطرم في نفسه .. انه جهاد لان المرأة تسعى جاهدة لاعطاء الزوج الابتسامة المشرقة , و النظرة الحانية , و الكلمة الحبيبة , و الحركة الماتعة , و الموقف الموحي .. انه جهاد في أعماق النفس فأعظم به من جهاد .. عندما تتزوجين القصة لا تنتهي بالحري انها تبدأ حتى و لو جمعتك مع زوجك اسمى علاقة حب و اعمق وشيجة تعارف قبل الزواج .. فخذي حذرك , فان الناس كثيرا ما يعجبون ما بال فلان و فلانة بعد حب جميل نادت عليهما النفرة و التباغض فكان الشقاق و كان الطلاق او كانت المعاناة الأليمة و البأساء المريرة , و انما مرد هذا عدم قدرة الزوجة أو الزوج أو كليهما على مواصلة العطاء للطرف الثاني فنضب معين الحب و الاعجاب و الشوق و الرغبة فكان لزاما في حكم الطبيعة برودة التفاعل و جفاف المشاعر , و ان شيئا سماه الرسول صلى الله عليه و سلم جهادا لحري بالزوجة - و الزوج معها - ان تبذل جهدها لتستمر علاقتها بهذا الرجل في اسمى معانيها مترعة باحلى امانيها , فليس سهلا الاستمرار مع شخص واحد مدة مديدة لان النفس ملول بطبعها و انما تُكسر حدة هذا الملل في العلاقة الزوجية بمعنيين اثنيين : الاول : طلب رضا الله و ابتغاء رحمته في معاملة الطرف الثاني و بالتالي تكون النتيجة هي غض الطرف عن الزلة سواء في الكلمة الجارحة ام الموقف المشين و عدم الدفع بالزوج الى حضيض الحيوانية جراء كثرة المطالب المادية و ارهاقه بالرغبات .. الثاني : التجديد المستمر في العلاقة معه في كل شئ , فان النفس تعشق الجديد و تنفر من القديم المكرور , و التجديد يكون في الكلام , اللباس , ترتيب البيت , اوضاع علاقة التماهي الجسدي والروحي ( العلاقة الجنسية ) , لتكون النتيجة ان الزوج يرى زوجته مهما امتدت الحياة و العشرة بينهما كأنها عروس جديدة , وقد نبه ابن عباس  على هذا المعنى بالقول: اني احب ان اتزين لامراتي كما احب ان تتزين لي .. والنتيجة الحاصلة لكل هذا ان الزوجين لا يزال كل منهما يرغب في الاخر ويشتاق اليه ويحبه ويقدره وهما حينما يصلان هذا المستوى لاجرم ان يبذل كل منهما اقصى ما لديه لاعطاء الطرف الثاني ما يحقق معنى الزواج في نفسه , وبالتالي يكون سببا لتفتيق معاني الانسانية فيه , وذلك ان الزواج في حس المسلم والمسلمة له غرض معين هو: التعاون على مرضاة الله اي التعاون على استكمال فضائل الانسانية في نفسه , وليس يستطيع الزوجان هذا التعاون في مستواه الكريم إلا إذا كانت تجمعهما علاقة زوجية رائعة وجميلة , وهو حينما يكون في حس الزوجين المسلمين بهذا الاعتبار لا شك انهما يشعران بمتعة جميلة وحب رائق وتوافق عميق وبهذا يبارك الله تعالى هذه العلاقة الرائعة بينهما فلا تزال تنمو وتزهر وتسمو جمالا وروعة ومتعة حتى وان طال العمر معهما ما عساه ان يطول وما عليك الا ان تتامل قصة اول حب في الاسلام .. قصة الرسول صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة  وفارق السن بينهما ومع ذلك كان الرسول صلى الله عليه و سلم يعلن مفتخرا ان يحب هذه الانسانية الرائعة وهي كانت تعلن مفتخرة انه تحب هذا الانسان الرائع وما ذلك الا لان الحب عندما يتغلغل في اعماق صاحبه ويكون موصولا بالله تعالى فإنه يسمو و يتعالى على كل الاعتبارات التي يقيمها الناس بمقاييسهم الصغيرة.. إن الزواج يمكن أن يكون أروع تجربة مترعة بمعاني الجمال ولكن فقط لمن يحسن فنونه .. ولي عودة الى الموضوع ان شاء الله من خلال التأمل في قول الله تعالى الذي وضع به دستور الحياة الزوجية التي يريدها للإنسان المسلم:"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿21﴾ والله اعلم .

2 تعليق

avatar

الزواج سكن و راحة و أمان وليس مجرد خدمة للزوج..
شكرا لكم

رد
avatar

الزواج راحه + امان +خدمه للمانزل البيت

شكرا لكم علي هذا الموضوع الراقي جدا

رد